الأربعاء، 17 أغسطس 2016

الزهره الحزينه تاليف: مي عادل


الزهره الحزينه
تاليف: مي عادل


في عز البرد القارس كان مجموعه من الاطفال هيئتهم توحي بالفقر والبؤس كانو واقفين علي محطه القطار حاملين ورود للبيع ومعهم فتاه جميله واقفه معهم ومعها باقه من الورد.
كانوا في انتظار القطار حتي يقف ويذهبو اليه ويبيعو الورد لجميع الركاب ويسترزقون.
جاء القطار من بعيد بصوته العالي حتي وقف في المحطه واسرعوا اليه الاطفال يبيعوا الورد. وكان صديقان ( يوسف، مهدي) ينظرون من النافذه حتي شاهدوا الفتاه الجميله الواقفه.
قال يوسف: انها تقف هناك مجددا
مهدي: من؟
يوسف: تلك الفتاه الصغيره الواقفه هناك 
منذ سنتين كلما ذهبت الي الجبهه بالقطار، كنت اراها. وتقف هكذا ماسكه باقه ورد ولا تبيع شيئا. وكانت تقف لحالها ساكته وحزينه
مهدي: اذا. لماذا لا تبيع ازهارها كالبقيه؟


يوسف: هي تقدمها ولا تاخذ ثمنها
مهدي: ولكن لماذا تقف هكذا؟
يوسف: تنتظر حتي يبتعد الاولاد
مهدي: لماذا؟ 
يوسف: حتي تجد الانسان الذي تبحث عنه
مهدي: وعمن تبحث؟
يوسف: عن الذي سوف يستشهد
مهدي: ماذا؟ ماذا تقصد؟
يوسف: هذه الفتاه الصغيره كلما اعطت احدا باقه الورد استشهد
قال يارسول الله انها قادمه! وكانت الفتاه الصغيره ترتدي طرحه بني فاتحه، بلوزه زرقاء قديمه، وبنطلون ازرق قديم، وجاكيت اسود، وجزمتها كانت متسخه من الوحل
كانت تحمل باقه من الورد وقادمه ناحيه شخص معين تذهب اليه لتعطيه الورد. ولكن ياتري من هو؟
وفجاه وقفت امام شخص كان ينظر عليها مثل باقي الركاب ومدت له يدها واعطته الزهور.
اخذ الرجل منها الزهور ولاعطاها بعض الحلوي.
بعد ذلك، حان وقت رحيل القطار، ورحل. واثناء رحيل القطار كان كل الركاب يرمون عليها الزهور وهي كانت واقفه تودعهم.
وذهبت الي بيتها وعندما راتها والدتها قالت لها: الي متي يا ابنتي؟ يكفي هذا؟ ستموتين من البرد قرب السكه الحديديه.
هل ت،كرين ما اصابك السنه الماضيه؟
تاخر القطار ساعتين فقط فمرضت وبقيت في الفراش شهرا كاملا. يكفي هذا.
الي متي تريدين انتظاره قرب سكه القطار؟ لماذا لا تريدينان تفهمي بان اباك لن يعود من الجبهه ابدا؟
ياعزيزتي..ياابنتي الحبيبه.. ياابنتي الغاليه. الله الرحيم اخذ والدك الي جواره، ورحمه. افهمي هذا ولا تتعبيني اكثر من هذا.
ولاتتعبي قلبي اكثر من هذا. عندما اري الاطفال ينظرون اليك هكذا يتفطر قلبي عبيك. يكفي هذا. وصدقي ان اباك لن يعود من الجبهه.صدقي ان اباك رحل الي جوار الله. ليتني اموت قبل ان اري دموعك الغاليه. حسنا عزيزتي.. حسنا. اني اسفه سامحيني لقد اخطات وافعلي كل ما تحبين ياحبيبتي. لكن لاتنتظري عوده ابيك فهو لا يعود.
وفي اليوم التالي، ذهبت الفتاه الصغيره مع اصدقائها لكي يقطقون ورود مثل العاده ويبيعونه.
قال طارق: البرد شديد اليوم. هل نذهب لمساعدتها؟ 
قال صديقه باسم: ومتي سمحت لنا قبل الان حتي تفعل ذلك مره اخري؟
طارق: ولكن بهذه الطريقه ستمضي ساعلات اخري من دون ان تنتهي. واذا مرضت هطه المره، ستكون نهايتها والمصيبه ان “ الحاج رحيم” قد باع سيارته التي اسعفتها العام الماضي.
باسم: انت نفسك، كم مره قطفت لها الورود واعادتها لك؟ لولم تختر الورود بنفسها وتقطفها بيدها فلن يهدا بالها.
وبعدما الفتاه جمعت الزهور رجعت الي بيتها ووضعتهم في زهريه علي طاوله صغيره في غرفتها. وكانت تتاملهم.
احست بها والدتها وعرفت انها تريد ان تاخذ الزهور تذهب الي القطار وقالت له: في هذا الوقت المتاخر من الليل؟ من الذي يخرج في هذا الليل الي سكه القطار ياعزيزتي؟ اجيبيني؟ قولي لي من؟! في هذه العتمه وهذا البرد! اي مجاهد يقبل بان تاخذي له الورد ياحبيبتي؟ اي مجاهد؟ خلال نصف ساعه سيسقط الثلج لماذا تعذبيني ياحبيبتي؟ 
اذهبي واعيدي هذا الورود الي مكانه ونامي.
كم مره اقول لك ان والدك لم يرجع لقد استشهد. ذهب الي جوار الله. كفاكي عناد، اتعبتيني.
ارجوكي اذهبي غدا في الصباح افضل. اعطيني باقه الورد هذه. عندما رات الام ان لا فائده في الحوار مع ابنتها واصرارها علي الذهاب الي محطه القطار.
لفتها بلحاف قصير لكي يدفاها من البرد وتركتها تذهب وسمحت لها بنصف ساعه فقط لا اكثر.
ذهبت الفتاه هناك وكان الوقت متاخرا والبر كان قارص والثلج كثيف ومعها الورد وانتظرت القطار حتي اتي ووقف في المحطه.
فجاه نزل رجلا من القطار واتجه اليها وقال لها وهو مبتسم: السلا عليك ايتها الانسه الصغيره. هل تعطيني باقه الورد؟
قالت: لا
قال لها: حسنا.. لا عليك! ولكن تعالي ياعزيزتي لنري، هل ستعطءة الباقه لهذا الرجل ام لا؟ لاداعي للخجل ياعزيزتي وصعد بها الي داخل القطار. واذا لم ترغبي لا تقدميها له. اما هو فيحب رؤيتك كثيرا. تعالي.. تعالي عزيزتي وادخلها حجره كان يجلس فيها والدهامنتظرها. وعندما دخلت الفتاه وفوجات بابيها جالس حصل لها حاله من الزهول والصدمه وكانت لا تصدق عيناها .قام والدها واسرع اليها وحضنها بحراره وقبلها وقال لها: انا ابيكي حبيبتي وحشتيني كثيرا انتي ووالدتك
وكانو في غايه السعاده. وطلبت منه ان يرجع معها الي المنزل لان امها قالقه عريه الان لانها تاخرت. 
وتركو القطار وعا وذهبو الي هناك ودقت باب المنزل. وعندما فتحت الام الباب كلنت هنا المفاجاه الكبري التي لم تكن علي بال والدتها. فوجات بزوجها واقف امامها حيا ليس ميتا مثل ما كانت تظن.
كانت ئوف يغشي عليها من الصدمه، ولكن فرحت وكانت الفرحه لم تسعها، ادخلتهم المنزل. قال لها: اشتقت اليكي ياحبيبتي كثيرا وحملها وصار يلف بها في الحجره وهو فرحان من شده الاشتياق بعد غياب سنين من البعاد وقبلها. وبعدها، قال: انه اصيب في الجبهه وكان يتعالج في المستشفي لان حالته كانت خطيره ولم اجد اي فرصه لكي اتصل بكم او اخبركم بالامر.ولكن الحمد الله انا الان بخير وئوف اعوضكم عن كل سنوات العذاب والحرمان الذي عشتوها بدوني.
وكانت تلك هي نهايه انتظار الفتاه لرجوع ابيها من الجبهه بدون فقدان امل ومازال من ينتظر حبيبه حتي الان بدون ياس.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق