الخميس، 11 أغسطس 2016

العالم الازرق بقلم / May Adel

العالم الازرق

ظهر واخيرا العالم المنشود حيث الخلاص فيه للجميع حيث البهجه فيه للجميع. ظهر واخيرا العالم الذي خرق كا الحدود ووسع كل المعادلات حيث اصبحنا نبحث عن سلم ما، عن حبل غسيل ما نعلق عليه ما تربينا عليه. ظهر هذا الكون الذي اتانا منيرا فارهقنا بنظرياتنا الاجتماعيه والنفسيه. كل واحد منا في هذا الكون الجديد كون (الفيس بوك) يعتقد نفسه ملكا علي مقاطعات اللايكات الرائعه حيثالحاشيه هم الاصدقاء المفترضين.تعزل من تشاء وتثني علي من تشاء..تقرب من تشاء وتبعد من تشاء.. تعيش لحظات من الهلوسه، فتعتقد نفسك لوهله نابليون بونابرت وهو يقود حملته علي مصر. او تسكرين 1000,000 لايك، فتتصورين انك كليوباترا تدخل علي يوليوس قيصر في مقصورته الذهبيه.. وتحكم العالم بسطوه عينيها. وعندما يعود السحر عن كل فرد ونعود كسندريلا من حفل الامير الي الواقع.. وعندما يقتلنا هذا الشرخ المميت بين المملكه وبين حي يتيم من احياء العالم العادي نتمزق بين شهوه العظمه وروتينيه الواقع ونكاد نبكي كالاطفال ونعترض باننا نريد عالما جديدا عالما نفرغ فيه كلاتعابنا، واحلامنا وعقدنا....
لا يظن احد انني ضد الفيسبوك، لكنني ربما قد تعبت من مهزله الفناء التي نمارسها من ارهاق التلاشي الذي يحكم عقولنا من صورنا المكتمله دوما او الناقصه دوما. ولكن ليسلاكل من هم في مملكه الفيسبوك يشعرون بنشوه الانتصارات بل هناك ايضا من يتمرسون باستراتيجيه الندم الدائم والياس الدائم ويقتاتون من مشاعر الخيبه ويذبحونك بها.. وهناك من يتزوج علي الفيسبوك ويعشقويغدر ويخون.. هناك من يسرق ويشهر وينتقم عليه ايضا..
هذا هو الجزء المظلم من المساحات الزرقاء بحكم ان الجزء المضئ غنيعن التعريف.. هذا هو العالم الذي يحكم عالمنا وننتظره عند كل صباح لنتصفحه كجريده.. هذا هو خزنه صورنا الجديده حيث تبقي الذكريات معلقه بين جدراننا.. هذا هو جنون اليوم واسطوره الغد. 
مغادرة العالم الأزرق مغادرة ليست بنهائية، وأن تقرر الذهاب في رحلة داخل كتبك الموضوعة فوق الأرفف التي شرعت فيها ولم تنتهي منها بعد، أن تذهب سريعًا في جولة تقرأ فيها بعض من المقالات التي تستحق أن تُقرأ، أو تقوم بدارسة كورس تعليمي في شئ أحببته.
راحة من كل الضوضاء حولك ومحاولة إستماعك لشئ يصفي الذهن ولا شئ أفضل لصفاء الذهن مثل الموسيقي.
محاولات كثيرة منا لنغادر هذا العالم الأزرق الإفتراضي ونعيش علي أرض الواقع، لكننا نرجع خائبين من الواقع للعالم الإفتراضي والسخرية من كل شئ، ما يستحقُ السخرية وما لا يستحق.
الكلام الكلام لا نفعل سوي الكلام ربما لأننا لا نتكلم في الواقع أو لأن الدولة أصبحت تخاف من الكلام مجرد الكلام وتفرض علينا أن لا نتكلم، فالعالم الأزرق له الكثير من الإنتصارات علي الدولة وهو الشئ المتبقي للشباب ربما في هذا الوقت لمواجهة ما يسمي بالدولة وتناول مشكلات واقعنا المرير المصحوب بالقهر والظلم وفرض القوة والإختفاء القسري المستمر للشباب.
لا أستطيع أن أقول أني قد أغادر هذا العالم الأزرق مغادرة نهائية لأنه ببساطة شديدة هذا العالم أضاف لي ولغيري وقدم لي المساعدة لأعرض شئ من موهبتي بل من خلاله تعرفت علي أشخاص ساعدوني علي تنمية موهبتي ومازالو يقدمون المساعدة وكثيرين مثلي إستفادو من هذا العالم وإن كان بمعلومة واحدة، لكن ما أود أن أقوله أن لا نجعل هذا العالم سجن لنا وهو للبعض أصبح بسجن وللهروب من فكرة أن يصبح سجن هو مغادرته ولو لأيام قليلة تستعيد فيها حيويتك التي أبلاها هذا العالم الإفتراضي وقد يكون الهروب للكتب بحل أو للموسيقي بحل والإستيقاظ مبكرًا والتنعم بنسمات الفجر وتسترق من أشعة الشمس هو حلُ جيد هو الأخر ومفيدُ لصحة الجسد.
بعدك عن الأخبار التي تسمعها كل يوم في البيت في المواصلات في العمل في الجامعة، والتي دائمًا ما تبدأُ بـ قُتل فلان واعتقل صاحبه وصاحبه الأخر مختفي قسريا واقتصاد هدم وسياحة بليت وتعليم أصبح غير موجود وثقافة تحولت لسبوبة وإعلام يزيدنا كأبة وحبًا في الإنطواء البعد عن هذا سوف يبقي عقولنا صالحة للإستخدام لفترة من الزمن.
لكن مع هذا لا ينبغي أن نزيد في الخيال ونزيد في البعد ولا أن نبقي في الواقع بكل ما يحمله من مرار لكن يجب أن نوثق العلاقة فيما بين الخيال والواقع.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق