الجمعة، 29 يوليو 2016

اوهام فتاه تاليف: مي عادل

اوهام فتاه
تاليف: مي عادل
رغده فتاه مراهقه تتمتع بجمال وسحر لا حدود له رباني، وكانت مهوسه بجمالها
كل يوم وهي في غرفتها جالسه علي سريرها تنظر الي مراه كبيره وتقول لنفسها يالهذا الوجه قسيم الملامح، يالجماله وحلاوته، اي عينان ساحرتان هاتين، واي انف لطيف هذا، بل اي فم وشفتين اراهما، يالقامتي الرشيقه، ويا لروعه جسدي الفتان وخلابه تفاصيله.
دارت الافكار السابقه في راس رغده وهي متربعه علي سريرها، وامامها مراه كبيره جذبت اهتمامها لدرجه كادت تصيبها بالخبلان او الجنون والجاذبيه.
رغده لها جمال ساحر، فتاك، يفوق الوصف لا يستطيع اي انسان ان يقاوم هذا التناسق الرباني.
في يوم من الايام، ارادت رغده ان تذهب تزور صديقتها سمر. اختارت من دولابها فستانا ورديا جميلا، ووضعت بعض مساحيق التجميل الخفيفه، مما زادها تالق ونعومه. ثم ارتدت حذائها الوردي الانيق، وحملت حقيبتها الصغيره بنفس لون الفستان وانطلقت لزياره صديقتها سمر.
كانت تمشي في الشارع بخطوات متانيه وهي مثل زهره رقيقه لافته الانظار اليها بشده، كانها مخلوق غريب نادر الوجود سقط فجاه علي كوكب الارض.
كل البائعين، واصحاب المحلات، والمارين في الشارع يلاحقونها بنظراتهم الجذابه المنبهره تلاحقها في اي مكان تذهب اليه.
هذا الشعور ولد فيها السعاده، والعزه، والغرور بنفسها وكيانها لانها تظن انها لاجمل فتاه في الكون ولا مثيل لها في جمالها وسحرها الخلاب.
ولكن هذا الشعور كان منقوص عندما احست ان يوجد اخرين من الناس لم يبادلونها
اي نظرات او اعجاب مثل باقي الناس، ولا يعطونها اي اهتمام، ولم يلتفتوا اليها ابدا، ويتجاهلونها.
بدات رغده تحس بشعور الغيظ وتجاهل الناس لها استفزها جدا، وصارت عصبيه جدا وهي بتضرب جرس باب شقه صديقتها.
فتحت سمر لها الباب واستقبلتها بالحب، والسعاده، الترحاب.
قالت لها باستغراب: لماذا اري هذا القمر الوردي عصبي وفي قمه الغضب؟
قالت رغده بغضب وعصبيه: الا تري مدي جمالي، واناقتي! هل هناك عاقل يمتلك نعمه البصر لا يقدر هذا الجمال ولا يلتفت اليه!! ولا يقدر هذا الابداع الالاهي الرباني ولا يقدره؟؟
وبعد ذلك، اخذتها سمر من يدها الي غرفتها طالبه منها الجلوس والهدوء.
ثم جلبت اليها عصير بارد لاطفاء غضبها، وبعد ان هدات قليلا طلبت منها سمر ان تحكي لها ما حدث. قالت لها رغده بعصبيه: هناك اشخاص لا يهتمون بي او بجمالي، لا يلهثون حولي كاني لا اعني لهم شيئا. كان منظري لا يعجبهم.
ردت عليها سمر وقالت: وما ادراكي صديقتي ان اللاهثين خلفك بنظراتهم، وانفاسهم من العاشقين لشخصك؟
كيف علمتي بحبهم وهيامهم وانتي لم تدخلي قلوبهم؟
الا تعلمين ان كل هذه النظرات هي نظرات طمع شهوانيه حركتها اصابع شيطانيه.
اعذريني صديقتي ان كان كلامي صريحا لدرجه صادمه لك ولكنها هي الحقيقه التي غابت عن وعيك واود ان اسالك وتجيبيني بصراحه: هل تصلين؟ هل تقراين القران وتحفظينه؟ هل تصدقتي للفقراء ذات يوم؟ هل تحبين الناس بصدق؟
ردت رغده بعدوانيه: وما دخل كل هذا كله بالحب واعجاب الناس بي؟
نظرت صديقتها سمر لها بدهشه كبيره وقالت: ياصديقتي العزيزه قبل ان تبحثي عن حب البشر، ابحثي اولا عن حب الله ورسوله.
الحب الذي سوف يجعل الله ورسوله في رضا عليك قولا وعملا ومن هنا ينبع الحب الصادق الحقيقي الذي سوف يحبب فيكي الخلق.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق