الاثنين، 28 ديسمبر 2015

نهاية بين مسافتين. @@@@@ بقلم عماد النفزي

نهاية بين مسافتين... عماد النفزي
@@@@@@@@@@@@@@@@
هناك على مدى البصر
يتلوى النهر كخيط سراب 
و الجسر الضيق فوقه 
حلم ... سحابة ضباب 
ومن خلفها ريح عاتية 
أمطار و إعصار 
تربك خطواتها المتلهفة للرحيل 
تمشي وحدها على جمر القرار
و صوت يلح في الكلام 
يمسك يدها الصغيرة 
تاهت من الآلم 
اليوم تاريخ جديد 
تكتبه كلمات الحياة 
كانت طفلة صغيرة 
يوم زفوها للزواج
لم تبلغ العشرين 
و لكنها هيجت غيرة المرآة 
لم ترفض و لم تقل نعم 
إنصاعت للقدر و المكتوب
علها تعيش قصة غرام 
تنام على وسادة الأحلام 
تحس برعشة العشق تحتلها إحتلالا 
ولكن الشرق إحتلها بدل الغرام 
و أضحت بسرعة البرق
جزءا من زينة و أثاث 
ولم تعرف الفرح 
لم تشعر أنها إنسان 
كثير السفر و الترحال 
لا يعرف حنانا و لا كلام 
رجل فقط بالشرع و الإيمان 
أخفت حزنها عميقا في الوجدان 
و دارت دموعها عن الخلان 
و رسمت صورة للنهر 
و اشتاقت نفسها للجسر 
مع الفجر كانت تتأهب للسفر 
أعدت قهوته و جريدته الصباحية 
و جهزت حقيبة عمله 
و فتحت كل نوافذ المنزل 
دون أن تقلق راحته 
وترددت كثيرا
وهي تمسك بأحمر الشفاه 
كاللعنة تمسك به 
وتكتب على وجه المرآة 
كلمات ليست له وحده
و كالسهم خرجت
كسرت قيود الأسر
تمشي على الرصيف 
و آلاف آلاف نقاط الإستفهام 
تضج في رأسها الصغير 
و النهر أمامها يغريها بالرحيل 
والجسر يمد يده فاتح الأحضان 
أغمضت عينيها بين المسافتين 
و قالت بصوت يشبه الآذان 
أريد فقط أن أحب 
أعشق أعانق الهذيان 
أشتعل ككتلة من لهب
أريد أن يلقي في حضني القمر 
يقطف لي باقة نجوم 
يعانقني بعمق 
يقول لي أنت سيدتي 
يراقصني بكل جنون 
ينظر طويلا في عيني 
يرسمني زهرة على صدره 
يشتاق يؤرقه السهر 
لو غبت عن نظره 
يحتلني كالأغاني الجميلة 
وقفت بين المسافتين 
وأهملت همسة 
تحاول أن تكون سؤالا 
و ألقت عينيها في المجهول 
دون أن تلتفت 
وعانقت وهي تبتسم 
حضن الحرمان 
و نبتت سريعا نرجسة بيضاء 
أصبحت مزار العشق 
@@@@@ تونس 28 ديسمبر 2015 
@@@@@ بقلمي عماد النفزي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق